أبو القاسم عباس بن فرناس بن فرداس مخترع وفيلسوف وشاعر أندلسي من قرطبة.
عاش في عصر الخليفة الأموي الحكم بن هشام وعبدالرحمن الناصر لدين الله
ومحمد بن عبد الرحمن الأوسط في القرن التاسع للميلاد. كان له اهتمامات في
الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء. اشتهر أكثر ما اشتهر بمحاولته
الطيران إذ يعده العرب والمسلمين أول طيار في التاريخ. توفي في حدود عام
888 م.
تبحره في الشعر و معرفته في الفلك مكنتا له من ان يدخل الى مجلس عبدالرحمن
الناصر لدين الله المعروف بالثاني. ولكنه استمر في التردد على مجلس خليفته
في الحكم محمد بن عبد الرحمن الأوسط (852-886), لكثرة اختراعاته, و التي
ذكر بعضها المؤرخون. اخترع ابن فرناس ساعة مائية سماها ، الميقاتا. وهو
اول من وضع تقنيات التعامل مع الكريستال; صنع عدة ادوات لمراقبة النجوم.
طيران ابن فرناس في متحف ابن بطوطة باسبانياومن الواضح حسب المصادر أن
عباس بن فرناس قام بتجربته في الطيران بعد أبحاث وتجارب عدة وقد قام بشرح
تلك الأبحاث أمام جمع من الناس دعاهم ليريهم مغامرته القائمة على الأسس
العلمية، ويقول أحد المؤرخين «فاحتال في تطيير جثمانه، وكسا نفسه الريش
على الحرير، فتهيأ له أن استطار في الجو ، فحلق فيه حتى وقع على مسافة
بعيدة».
يعتبره المسلمون كما ورد او انسان يحاول الطيران ، 1000 قبل كليمون ادار.
في ليبيا تم صنع طابع بريد يصور محاولته الطيران ، في العراق تم وضع تمثال
له على طريق مطار بغداد الدولي, و سمي مطار اخر شمال بغداد باسمه مطار ابن
فرناس.
وللعلم تبع ابن فرناس، عالمان عربيان آخران،
الأول أبو العباس الجوهري، العالم اللغوي صاحب معجم (تاج اللغة وصحاح
العربية/ الصحاح) المُتَوَفَّى سنة 393هـ فقد قام الجوهري بتجربته الفريدة
هذه في نيسابور؛ حيث صنع جناحين من خشب وربطهما بحبل، وصعد سطح مسجد بلده،
وحاول الطيران، أمام حشد من أبناء مصره، إلا أن النجاح لم يحالفه فسقط
شهيد العلم.
والعالم الثاني، لا تذكر مظان التاريخ اسمه، عاش هذا العالم في مدينة
القسطنطينية، فدرس التجارب التي قام بها من سبقه من الرواد فتوصل إلى أن
أجنحة الريش لا تصلح لطيران الإنسان، ورأى أن يصنع أجنحة من القماش فقام
بتجربة أمام الناس، وكان من بينهم الإمبراطور البيزنطي كوفينوس ونخبة من
حاشيته فحاول الطيران من رأس برج عال، إلا أن أمله تحطم بعد أن أسلم نفسه
للريح، حيث إن جناحي الخشب لم يقويا على حمله، وكان ذلك في حدود سنة
1100م.
فهؤلاء الثلاثة، هم رواد الفضاء، ولهم يعود الفضل الكبير في تقدم علوم
الفضاء، التي أخذت تتطور طيلة ثمانية قرون، حتى تمكن الأخوان أورفيل
ويلبار من الطيران بواسطة الطيران الآلي.